بسم الله الرحمن الرحيم
قواعد في صفات الله و أسمائه الحسنى
1) من الإيمان بالله الإيمان بما ورد في الكتاب والسنة من الأسماء الحسنى و الصفات العليا على الوجه اللائق بكماله –سبحانه – من غير تمثيل و لا تعطيل.
2) أسماء الله تعالى كلها حسنى لأنها دلت على أشرف مسمى و هو ذات الله –تعالى –و لأن كل اسم يتضمن صفة.
3) أسماء الله –تعالى – أعلام و أوصاف و هي مترادفة باعتبار دلالتها على الذات ، و متباينة لدلالة كل واحد منها على معناه الخاص ؛ فكل اسم يتضمن صفة ، فالسميع غير البصير و لكنها كلها لمسمى واحد و هو ذات الرب –سبحانه و تعالى –
4) أسماء الله –تعالى – توقيفية لا مجال للعقل فيها.
5) أسماء الله–تعالى – غير محصورة بعدد معين لحديث "سبحانك لا أحصي ثناء عليك......." و غيره.
6) صفات الله–تعالى – كلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه.
7) باب الصفات أوسع من باب الأسماء ، لأن كل اسم يتضمن صفة و ليست كل صفة تتضمن اسما كصفتي "المجيء و النزول".
8) و لإثبات الصفات ثلاثة طرق :
أ- دلالة الأسماء عليها.
ب- النص على الصفة ، مثل صفة الوجه و صفة الانتقام ، و ليس المنتقم من الأسماء.
ت- أن تؤخذ من الفعل ، مثل قول الله–تعالى – "و كلم الله موسى تكليما " و كذلك المجيء و الضحك و البطش.
9) صفات الله –تعالى – تنقسم إلى قسمين ثبوتية ، و سلبية ؛ فالثبوتية في الكتاب و السنة مثل "الحياة و المجيء و الضحك و الفرح و الاستواء على العرش و السمع و البصر"، و السلبية ما نفاها الله –تعالى – عن نفسه في الكتاب و السنة فيجب نفيها مع إثبات كمال الضد فنفي الله–تعالى – عن نفسه الظلم لكمال عدله و السنة و النوم لكمال حياته و قيوميته ، و غير ذلك.
10) الأصل في الإثبات التفصيل لكثرة كمالات الرب –سبحانه و تعالى – و الغالب في النفي الإجمال لعموم كماله –سبحانه و تعالى –كما في قوله تعالى "ليس كمثله شيء" لعموم كماله.
11) الصفات الثبوتية تنقسم إلى قسمين :ذاتية ، و فعلية.
- فالذاتية هي التي لم يزل الله –سبحانه و تعالى- و لا يزال متصفا بها فمنها ذاتية معنوية كصفة السمع و البصر و الحياة ، و ذاتية خبرية كصفة الوجه و اليدين لا تعلم إلا عن طريق الخبر من الكتاب و السنة الصحيحة.
- و أما الصفات الفعلية فهي متعلقة بالمشيئة ، تابعة للحكمة قال تعالى "و ما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليماً حكيماً" و قد تكون الصفة ذاتية فعلية باعتبارين ، كالكلام فإنه باعتبار أصله صفة ذاتية و باعتبار آحاد الكلام صفة فعلية لأن الكلام يتعلق بالمشيئة.
12) ينبغي الحذر في باب الأسماء و الصفات من الأمور التالية :
أ- الإلحاد في الأسماء و هو الميل بها عما يجب فيها.
ب- التمثيل و هو ذكر الصفة مقيدة بمماثل.
ت- التكييف و هو ذكر الصفة غير مقيدة بمماثل.
ث- التحريف و هو تغيير معاني الصفات ؛ كقول المعطلة في معنى استوى استولى أي ملك، و هذا التحريف أسموه تأويلا و هو تأويل فاسد.
ج- التعطيل و هو نفي صفات الرب –سبحانه و تعالى- و هو كلي كتعطيل الجهمية و جزئي كتعطيل الأشاعرة و الماتريدية.
13) الاشتراك في الأسماء و الصفات لا يستلزم التشابه في الحقيقة و الكيفية ، فالتشابه يكون في الاسم و المعنى الكلي و الذهني فقط ، و عند الإضافة يتضح الاختصاص و التباين فإضافة السمع إلى الله –تعالى- غير إضافته إلى المخلوق ، كذلك الاستواء المعنى الذهني الكلي له هو العلو، فيقال علو الله تعالى و علو المخلوق فعند الإضافة يكون الاختصاص فعلو الله تعالى مختص به و هكذا الأمر في كل الصفات.
14) الأدلة التي تثبت بها الأسماء و الصفات هي الكتاب و السنة و لا مجال للعقل في هذا الباب فالعقل يدرك إجمالا ما يجب لله –سبحانه و تعالى- و ما يمتنع عليه و لكن ليس تفصيلاً لأن له حدودا لا يمكن تجاوزها و هذا الأمر غيبي ،و العقل الصريح السالم من الشهوات و الشبهات لا يخالف النقل الصحيح كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في "درء تعارض العقل و النقل".
15) باب الإخبار أوسع من باب الأسماء و الصفات فيخبر عنه –سبحانه و تعالى- بكلمة "شيء و موجود و صانع و فعال و قديم " و لا يسمى بذلك.
16) ظواهر نصوص الصفات معلومة لنا باعتبار و مجهولة باعتبار آخر فباعتبار المعنى هي معلومة و باعتبار الكيفية التي هي عليها مجهولة مثل قول الإمام مالك "الاستواء معلوم و الكيف مجهول أو غير معقول" أي لا يمكن للعقل إدراكه لأن الشيء لا تعلم كيفيته إلا بإحدى طرق ثلاث :
-إما مشاهدته -أو مشاهدة نظيره -أو خبر صادق عنه
و كلها منتفية في كيفية الذات و الصفات فذات الله لها كيفية لا يعلمها إلا الله و كذلك الشأن في كيفية الصفات علمها عند الله –سبحانه و تعالى- وحده.
17) التفويض عند السلف في الكيفية و ليس في المعنى ؛ فإن المعنى معلوم ، و أهل الكلام المخالفون لأهل السنة يزعمون أن التفويض الكلي في الكيف و المعنى هو مذهب السلف ،و هذا كلام باطل لأنه يؤدي إلى ثلاثة محاذير عظيمة :
- تكذيب القرآن -تجهيل الرسول صلى الله عليه و سلم -استطالة الفلاسفة
و مذهب المفوضة هو شر مذاهب أهل البدع و الإلحاد.
18) كل ما لم يرد في الكتاب و السنة إثباته أو نفيه مثل (الجهة و الحيز و الجسم) فلا نثبت لفظه و لا ننفيه ،و لكن نستفصل عن المعنى فإن كان حقاً وجب قبوله ، و إن كان باطلا وجب رده، فمثلا لفظ الجهة لا نثبت اللفظ و لا ننفيه و من حيث المعنى إن أريد بالجهة شيء مخلوق محيط بالله-سبحانه و تعالى- فهذا باطل، لا يليق به-سبحانه و تعالى- و إن أريد بالجهة ما فوق العالم فهذا حق فإن الله تعالى فوق خلقه.
19) يجب إجراء النصوص على ظاهرها خاصة نصوص الصفات بدون تحريف ،و ألا يفهم منها معنى فاسد.
20) الكلام في الصفات فرع على الكلام في الذات ، و هذا يرد به على المعطلة و الممثلة ، يعني من أثبت لله تعالى ذاتا لا تماثل ذوات المخلوقين لزمه أن يثبت له صفات لا تماثل صفات المخلوقين.
21) القول في بعض الصفات كالقول في بعضها الآخر،هذا يرد به على من تناقض في هذا الباب كالأشاعرة الذين أثبتوا بعض الصفات و عطلوا بعضها الآخر، فمن أثبت شيئا مما أثبته الله –تعالى- لنفسه من الصفات أُلزم بإثبات الآخر و من نفى شيئا منه ألزم بنفي ما أثبته ، و إلا كان متناقضا ، فالأشاعرة و الماتريدية لا يثبتون إلا ما دل عليه العقل وهي الصفات السبع المعنوية ، و مع ذلك عطلوا صفات دل العقل
عليها مثل صفة الرحمة و العلو ؛ فهم يقدمون العقل على النقل ، و في هذا الباب يقدم النقل على العقل –مع أن العقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح – و لكن النقل يأتي بالمحار لا المحال، أي بما تحار فيه العقول ولا تمنعه ،فباب الأسماء و الصفات لا مجال للعقل فيه في الأصل مع أن العقل يدرك بعض الصفات كصفة الحياة و السمع و البصر، و لكن صفة النزول و المجيء يوم القيامة و الاستواء على العرش لا يستطيع العقل إدراكها و لا يمنعها – ومن أعظم كتب شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- كتاب"العقل و النقل" الذي هدم به أركان مذهب المعطلة الذي زلت فيه أقدام و ضلت في أفهام كثير من الناس و لفهم بعض القواعد مبسوطة عليك طالب العلم بدراسة كتاب شيخنا ابن عثيمين –رحمه الله- "القواعد المثلى في صفات الله و أسمائه الحسنى" و شرح كتاب "العقيدة الواسطية" له كذلك ، و كتاب "تقريب التدمرية" ، و كتاب "فتح رب البرية بتلخيص الفتوى الحموية"
وفق الله الجميع للعلم النافع و العمل الصالح ،
و الحمد لله رب العالمين
كتبه الفقير إلى الله تعالى
مدين بن إبراهيم بن محمد
في ليلة الجمعة 13/6/1425
رسالة . قواعد في صفات الله و أسمائه الحسنى للشيخ مدين بن ابراهيم
Reviewed by Unknown
on
9:40 ص
Rating:
ليست هناك تعليقات: